تُعنى الجامعة الأردنيّة عنايةً كبيرةً بثقافة طلّابها، واتّساع مداركهم، وتعدّد مشاربهم، وتنوّع مداخلهم المعرفيّة، على اختلاف تخصّصاتهم وميولهم واهتماماتهم؛ ذلك لإيمان إدارة الجامعة بضرورة بناء العقليّة العالميّة والموسوعيّة لطلّابها؛ فهم المكوّن الأساسُ لحاضنتهم الاجتماعيّة ووطنهم وأمّتهم العربيّة، والعالم من حولهم، فمنهم سيخرجُ السّياسيّون والمهنّدسون والفلاسفةُ والأطباءُ والمعلّمون... ليحملوا الأمانة ويؤدّوا الرّسالة جيلا بعد جيل، فهم الذين سيقودون ركبَ التّقدّم، ويساهمون في نهضة الوطن والإنسانيّة من حولنا في ظلّ عالم متباعد الآفاق متسارع الخُطى المعرفيّة والتّقنيّة. لذلك رسمت الجامعة خُططًا استراتيجيّة للمتطلّبات الجامعيّة العامّة متعدّدة الاتّجاهات الفكريّة والمعرفيّة: الإلزاميّة منها والاختياريّة؛ فكان على الطّلبة في مرحلة البكالوريوس النّهوضُ بهذه الموادّ بالتّعرّض لها بعمق، والنّجاح فيها، وبالإضافة إلى البعد المعرفيّ والفكريّ، وبناء شخصيّة الطّالب المتميّزة، تستهدف الخطّةُ بناءَ المنظومةِ الأخلاقيّة القيَميَّة، والمواطنة الصّادقة الصّالحة حسب التّصوّر المنبثق عن هُويّتنا وثقافتنا العربيّة الإسلاميّة. لذلك قامت الجامعة باعتماد هذه الموادّ والخطّة في العام 2017 واستحداث مكتب تنسيق متطلّبات الجامعة. وبعد ذلك، ووَفقًا لتعليمات هيئة اعتماد مؤسّسات التّعليم العالي، وتحقيقًا لأهداف الجامعة وخطّتها الاستراتيجيّة، ومواكبةً لمسيرة الجامعات المرموقة؛ استحدثتِ الجامعةُ في العام 2023 مركزًا لمتطلّبات الجامعة العامّة؛ ليتولّى مهمّةَ الإشراف والتّنسيق والتّدريس لموادّ المتطلّبات الجامعيّة. وما استهلّ فجرُ مركز المتطلّبات حتّى عملت إدارتُه على إقامة دراسةٍ شاملة؛ لتطوير الخُطط حسب الاستقطابات الفكريّة والمعرفيّة المحلّية والعالميّة، وحماية للطّلاب وتحصينهم بالمعرفة الصّحيحة والأفكار المستنيرة من التّيّارات الفكريّة والسّياسيّة المنحرفة، والتّمسّك بالولاء لقيادتها الهاشمية الحكيمة ووطننا العزيز. وسَعتِ الإدارةُ حثيثًا للارتقاء بالمركز من النّاحية الإداريّة واحترافيّتها، بتشكيل فريق نُخبةٍ من المتميّزين ذوي الاختصاص والخبرات المباشرة الدّقيقة؛ ليكون المركزُ مثالا صادقًا للمؤسّسة الّتي لا يشغلُها شاغلٌ عن خدمة الطّلبة، والارتقاء بهم ليكونوا بُناةَ الغد، وأملَ المستقبل، وحماةَ الهُويّة والوطن. ويُشرف المركزُ على نحو من عشرين ألف طالب فصليًا من مختلف التّخصّصات، ويعمل ضمنَ فريق هيئة التّدريس الذين يُسهمون في عمليّة التّعليم، تحت إشراف المركز نحوٌ من مائتي محاضر ومحاضرة.